[rtl].........................[/rtl]
[rtl]قضية السند[/rtl]
[rtl]........................ [/rtl]
[rtl]. السند هو قضية عظيمة في الإسلام وفي الدين وفي الأمة لأننا نعلم أن أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ميزها الله سبحانه وتعالى باتصال السند فيها في تلقي القرآن والسنة ، والحق تعالى أنزل القرآن وحفظ القرآن { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } والنبي صلى الله عليه وسلم قال { من كذب عليَّ فليتبوأ مقعده من النار } فتناقل رجال هذه الأمة القرآن والحديث بأسانيد لم يرضوا أن ينتقل هذا السند إلا بشروط شديدة وقوية جدًا فلا يروى إلا عن العقل الضابط المحقق المستقيم الصالح ، نحن نعلم أن القرآن في قراءاته السبع -أو قراءاته العشر- ، كلها متلقاة بأسانيد ، الذي يريد أن يتلقى القرآن اليوم لا يكفيه أن يمسك مصحف ويقرأه فيقول (أنا تلقيت القرآن) لا .. إن هذا وحي من السماء ، تلقاه رسول الله عن ربه بواسطة جبريل ، وألقاه إلى الصحابة فسمعوه من لسانه ، ثم جاء التابعون فسمعوه من الصحابة وحققوه ودققوه ، وجاء الذين بعدهم يروون هذه القراءات للقرآن فنعلم أن أسانيد تلقي القرآن في الأمة كلها ممزوجة برجال التصوف ، هل الذي اليوم يتهم التصوف بأنه ضلال أو أنه بدعة أنا أريد منك يامن طال لسانك على الصوفية وكثر اتهامك على أهل التصوف وتجرأت عليهم حتى أنزلتهم أسوأ المنازل من الضلال والبعد والابتداع ومن التغيير في دين الله تعالى ..أريد منك أن تأتيني بسند واحد لك في قراءة إحدى القراءات لكلام الله تعالى ليس في هذا السند أحد من رجال التصوف ؟ ، نحن نتحدى أن يأتي أحد بسند في قراءة القرآن ليس فيه رجال التصوف ، عندنا أمثلة على رجال القراءات الذين كانوا من مشاهير أهل التصوف ، فمثلاً عندنا :
شيخ الإسلام زكريا الأنصاري مرجع القراءات بمصر الذي يروي القراءات السبع وهو مرجع لهذه القراءات ، أغلب أسانيد القراءات تعود إليه ، الشيخ زكريا الأنصاري -شيخ الإسلام- ، هو من كبار رجال التصوف ، وله مؤلفات في التصوف ، وهو الذي شرح الرسالة القشيرية والرسالة القشيرية تسمى (دستور الصوفية) كما سماها بعضهم ، وهذا الشيخ شرحها وهو مسند القراءات ومرجع القراءات في السند ، مثلاً :
إرجع إلى كتاب (معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار) واقرأ أخبار القراء وأسانيدهم تجده يترجم للكثير منهم بأنهم الصوفية .[/rtl]
[rtl].
عندنا هذا بالنسبة للقرآن ، وبالنسبة للحديث وهو المصدر الثاني من مصادر التشريع واستمداد الأحكام الشرعية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نأتي إلى البخاري أصح الكتب بعد كلام الله سبحانه وتعالى فنجد:[/rtl]
[rtl]
أسانيد تلقي البخاري كلها ، الذين رووا عن البخاري والذين رووا عنهم من أهل الحديث بعد ذلك ، كلهم يروون صحيح البخاري بطرق أهل التصوف ، أشهر من شرح صحيح البخاري ، والذي عرف بين الناس شرحه وهو في كل مكتبات المسلمين ، الإمام ابن حجر العسقلاني ، أمير المؤمنين في الحديث الذي شرح البخاري ، هو الذي ترجم ترجمة للإمام عبد القادر الجيلاني إمام التصوف وأخذ كثيرًا عن رجال التصوف ، وفي سنده في رواية البخاري ترجمةً لرجال التصوف ، الإمام القسطلاني الذي شرح البخاري مثله ، الإمام مسلم (صحيح مسلم) وهو أصح الكتب بعد البخاري ، شرحه لنا الإمام النووي ، والإمام النووي الحجة هو أشهر من أن يشهر وأعرف من أن يعرف ،الإمام النووي لما روى لنا سنده في رواية صحيح مسلم ، في المجلد الأول في شرحه ذكر في سنده[/rtl]
[rtl]
(فلان أخذ مسلمًا عن فلان وكان من الصوفيًة.. فلان وكان من أهل التصوف .. يروي عن فلان وكان صوفيًا رضي الله عنه .. وكان من أئمة التصوف رحمه الله)[/rtl]
[rtl]
فيروي لنا الإمام النووي سنده في صحيح مسلم كله عن رجال التصوف ، فنحن نريد الذي يتطاول على التصوف اليوم نريده أن يأتي لنا بسند له يروي به البخاري أو يروي به صحيح مسلم دون رجال التصوف .[/rtl]
[rtl]
يا معشر أهل الإسلام نحن نخاف إذا كثر الاتهام والأباطيل التي ينشرها بعض الناس عن أهل التصوف ، أن يأتي يوم يرجع الراجع إلى كتب الحديث فيجد أن الأسانيد في رواية هذه الكتب كتب السنة والقرآن فيها رجال التصوف فينبذ هذه الكتب ويقول أن أسانيد الأمة كلها فيها غير العدول وفيها صوفية مخرفين مبتدعين أصحاب خزعبلات أو كما يقول بعضهم هداهم الله تعالى لا بد أن نتنبه إلى هذا ، ننظر مثلاً الإمام الذهبي في كتاب سير أعلام النبلاء لما كان يترجم للرجال ، كان إذا أراد أن يمتدح بعض المحدثين يقول (كان صوفيًا) أو (كان من أهل التصوف) ، وارجع إلى كتاب سير أعلام النبلاء في ذكره وامتداحه لبعض المحدثين بأنهم صوفية ستجد ذلك كثيرًا في كتابه رحمه الله تعالى ، إذا قضية السند قضية عظيمة ينبغي التنبه لها وينبغي الانتباه فهي أمر كبير وشأن عظيم في الأمة الإسلامية ، فالذي يخدش اليوم في التصوف يخدش في سند الحديث وفي سند القرآن وفي أسانيد تلقي العلوم الشرعية كلها .[/rtl]