[rtl]بسم الله الرحمن الرحيم
والمحبة الإلهية هي أعلى مقامات الصوفية والصالحين والعارفين، وهكذا كانت تقرر رابعة العدوية فهي ترى أن الحب الإلهي هو إيثار من الله تعالى لعباده المخلصين ومنتهى نهاية الفضل العظيم.[/rtl]
[rtl]وذكر أبو القاسم القشيري في الرسالة عن رابعة أنها كانت تقول في مناجاتها: "إلهي تحرق بالنار قلبا يحبك، فهتف بها مرّة هاتف: ما كنا نفعل هذا فلا تظني بنا ظنّ السوء". (ابن خلكان، 2/285).[/rtl]
[rtl]
وروى ابن خلكان عن رابعة العدوية قال: وكانت إذا جن عليها الليل قامت إلى سطح لها ثم نادت:[/rtl]
[rtl]"إلهي هدأت الأصوات، وسكنت الحركات، وخلا كل حبيب بحبيبه، وقد خلوت بك أيها المحبوب،[/rtl]
[rtl]فاجعل خلوتي منك في هذه الليلة عتقي من النار." (ابن خلكان: 2/286).[/rtl]
[rtl]ومذهب رابعة العدوية في الحب يسير على الحب الخالص لله دون حاجة من المحبوب. وفي ذلك ترى أن المحبة هي التي تعمى وتعم، تعمى عما سوى المحبوب، فلا يشهد سواه مطلوباً. وفي ذلك تراه تنشد في محبة الخالق:[/rtl]
[rtl]
أحبك حُبين حب الهوى *** وحبا لأنّك أهل لذاكا[/rtl]
[rtl]فأما الذي هو حُب الهوى *** فشغلي بذكرك عَمّن سواكا[/rtl]
[rtl]وأما الذي أنت أهلٌ له *** فلست أرى الكون حتى أراكا[/rtl]
[rtl]فما الحمدُ في ذا ولا ذاك لي *** ولكن لك الحمد في ذا وذاكا[/rtl]
[rtl]
(الكلاباذي، التعرف لمذهب أهل التصوف ص110).[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]ورابعة العدوية كانت أول من دعا إلى حب الله لذاته لا رغبة في الجنة، ولا خوفاً من النار، ومن شعرها:[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]إني جعلتك في الفؤاد محدّثي *** وأبحث جسمي من أراد جلوسي[/rtl]
[rtl]فالجسم مني للجليس مؤانسٌ *** وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسي[/rtl]