الوسائل التعليمية
مقدمة :
ركزت التربية القديمة على المعلم بشكل كبير وجعلت منه العنصر الرئيس في العملية التربوية ، حيث كان هو المسئول عن تلقين المعلومات للطالب دون النظر إلى قدرات الطالب وخبراته السابقة .
واليوم في هذا العصر الذي تتسارع فيه وتيرة التطور في شتى المجالات , وجد التربويون أنفسهم أمام تحد كبير ، فالمعلومات في ازدياد بمعدلات هائلة ، وكذلك طرق ووسائط نقل المعلومة ، وأساليب التشويق في عرض المعلومة ، وازدياد أعداد الطلاب .... وغيرها من سمات هذا العصر . فكان أن أصبحت التربية الحديثة تركز على الطالب وتجعله محور العملية التربوية ، والهدف الرئيس الذي ترتكز عليه عملية التعلم ، وهي بهذا تهتم بخبرات الطالب السابقة والمدركات الحسية التي مر بها من واقع البيئة التي يعيش فيها .
من هنا تبرز أهمية الحواس والخبرات الحسية في تكوين المدركات والمفاهيم لدى الطالب ، ومهمة المعلم هنا هي توفير الخبرات الحسية للطالب عن طريق إتاحة الفرصة له للاتصال بالواقع كلما كان ذلك ممكنا .
لكن في بعض المواقف لا يمكن الاتصال بالواقع بطريقة مباشرة نتيجة لصعوبة الوصول إلى الواقع أو الشيء الأصلي ، إما لضخامته ، أو صغر حجمه ، أو لكونه معقد ، أو لبعده الزمني أو لبعده المكاني . ومن هنا جاءت الحاجة للبحث عن طرق ووسائل بديلة لمثل هذه المواقف لحل هذه المشكلات ، بحيث تؤدي إلى إيصال المعلومات إلى الطلاب بأيسر وأسهل ما يمكن ، وبطريقة تحقق الهدف التعليمي . وهذا البديل هو ما نطلق عليه الوسائل التعليمية .